لأوّل مرة في تونس والعالم العربي: مجلس الصحافة يقدم مدونة لأخلاقيات المهنة الصحفية تضمن حق الجمهور في النقد


واقع إعلامي مأزوم ومتأزم وربما هو "معطّل" بالأساس. ولا يمكن إنكار ذلك. فما يحصل من ممارسات وإنتهاكات في حق المهنة الصحفية وفي حق الصحفيين وفي حق القطاع في كلّيته مكشوفا. في ظل هذا الواقع المعتّم، يقوم مجلس الصحافة بخطوة هامة في اتجاه إصلاحي مبني على أسس إستراتيجية ومفاهيمية واضحة ولعل أساسها أخلاقيات المهنة الصحفية.  

 وكانت جمعية دعم مجلس الصحافة والتي تجمع كل هيئات مجلس الصحافة، قد أشرفت على هذا المشروع في كل مراحله والإستماع الى كل المقترحات وتنظيم جلسات ومشاورات عديدة منذ الهيئة التأسيسية الأولى لمجلس الصحافة الى حين تكونه وانطلاقه وتواصل مساره في إتجاه تركيز المدونة .

وجدير بالذكر، أنه قد  شارك في إنجاز هذه المدونة بالإضافة إلى أعضاء المجلس، مجموعة من رؤساء ورئيسات التحرير والصحفيين والصحفيات في إطار مشروع إحتضنه المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين والإتصاليين....

وتقدم المدونة :" عددا من الإلتزامات الأخلاقية والمهنية التي تحيل كلها على المعايير المثلى التي يجب أن تكون عليها الصحافة كما يجب أن تمارس." وتمثل هذه الإلتزامات مرتكزات للحوار مع الجمهور من جانب ومن جانب آخر مساءلة الصحفيين والصحفيات حسب ما ورد في مقدمة هذه المدونة. ولا تعني المساءلة هنا المحاسبة القانونية وانما هي منح الجمهور حقه في نقد المنتوج الإعلامي الذي يتلقاه كما تسلط الضوء على أهمية دور أو أدوار الوساطة التوفيقية والتي تعتبر من المهام الأساسية لمجلس الصحافة حيث يقوم بالوساطة بين الصحفيين والصحفيات والمواطنين والمواطنين وبين الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الصحفية.

ودعا المجلس من خلال المدونة الى ضرورة:" التمييز بين القوانين كمرسومي 115 و116 أو النصوص الترتيبية أو القرارات الصادرة عن الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي البصري وبين المدونات الأخلاقية كهذه المدونة أو ميثاق شر النقابة الوطنية للصحفيين والمواثيق التحريرية التي تضعها المؤسسات الصحفية في إطار التعديل الذاتي."

وحددت المدونة تعريفا للمهنة الصحفية يتمثل في التالي:" الصحافة مهنة تتمثل في البحث عن معلومات وجمعها ومعالجتها وفق المنهجيات المعتمدة لتحويلها إلى أخبار ونشرها بواسطة الوسائط المطبوعة والسمعية البصرية والرقمية. وعبر أجناس تحريرية متعددة كالريبرتاج والتحقيق والإستقصاء والتحقيق الإخباري والحوار الصحفي ولكن أيضا عبر أشكال أخرى كالإفتتاحية ومقال الرأي والتحليل والتعليق في الصحافة المكتوبة وفي البرامج الإخبارية الإذاعية والتلفزيونية."

كما حددت المدونة القيم الكبرى للمهنة الصحفية وأساسها السعي إلى الحقيقة واعتبرت أنها:" رسالة الصحافة الجوهرية." كما أصّلت المدونة قيم النزاهة والإستقلالية والمساءلة والحوار مع الجمهور.

ودعا المجلس الى أن تكون المدونة مفتوحة لكل الملاحظات والتحيينات الضرورية والتي تخدم المهنة الصحفية.

وكان قد زفّالدكتور الصادق الحمامي (عضو مجلس الصحافة) خبر المدونة صباح اليوم الإربعاء العشرون من شهر أفريل 2022 وحرص على الترويج لها ونشرها حتى تصل للجمهور المستهدف من صحفيين وعامة الناس.  وهذا ليس غريبا على الدكتور الصادق الحمامي الذي آمن دائما ويؤمن بمشروع هذا المجلس والإضافة التي سيقدمها للقطاع الصحفي في تونس وقد عبر دائما عن ايمانه بأن الإصلاح ينطلق من بتعريف ماهية الصحافي وماهية والصحفي لتحديد  أخلاقيات المهنة الصحفية. وقد ترجم اراءه في العديد من مشاركاته الإعلامية وهو ما يعكس أيضا أهمية تركيبة هذا المجلس وتوفره على أعضاء أكاديميين وخبراء في المجال الصحفي وهو ما يوفر إمكانات كبيرة ويسمح بتأصيل المهنة الصحفية على أسس سليمة.

يرفق المقال برابط المدونة لمزيد التفاصيل ويمكنكم أيضا التفاعل مع هذه المدونة التي تعتبر الأولى من نوعها في علاقة بضمان حق الجمهور في النقد.

تعليق جديد

بثينة عبد العزيز غريبي




مقالات أخرى للكاتب

بثينة عبد العزيز غريبي