يعفى عن المجرمين في عيد الجمهورية، فماذا لو يعفى حقوقيا من العاطلين عن العمل في عيد العمال؟


كان يسمى باليوم العالمي التضامن مع العمال ويوم الربيع ويوم العمل، كان نضالا ضد استغلال العملة ومحاولة لتطبيق الفكر الماركسي وكان عملية ثورية مستمرة إلى أن صار اليوم وفي مختلف دول العالم عملية صورية تخليدا لحدث تاريخي. فانتهاكات حقوق العامل أمام سيطرة التقنية والعمل الروبوتي صارت اكثر خطورة دون الحديث عن ارتفاع البطالة في السنوات الاخيرة في ظل ظرفية تاريخية في الدول العربية تميزت بالربيع العربي والثورات التي انطلقت من حاجة الانسان الي حق الحياة الكريمة.

ولا ضامنا الكرامة غير العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي. لقد أحرق البَوعزيزي جسده في تونس وهو يصارع القانون والنظام من أجل افتكاك فرصته في عربة الخضر. ودفع بأصوات العاطلين الي تمزيق غشاء كان يحجبهم عن التعبير والانعتاق من الخوف والخروج الي الشارع َوكنا نعتقد ان المسار الثوري نهايته ضمانات حقوقي لحياة كريمة للبشر. واذا بنا بعد عشرية أولى من الثورة واليوم بعد أثنى عشرة سنة دون أي تغيير.

لا تنفي أيضا دور اللظزفية العالمية الحرجة وهو انتشار الكوفيد وما لحقه بالازمة الاقتصادية الموجودة من قبل. فقد تعمقت اليوم والثورات التي اتت تطالب بحق العاطلين في العمل تمّ تعطيلها، فارتفعت نسبة البطالة.

اليوم 1 ماي عيد العمل وككل سنة سيخرج الناس للشارع وقد يقل العدد لان الاغلبية منهمكة في ممارسة التبضع لعيد الفطر. وقد يظهر رئيس الجمهورية بخطابا مخفزا في ظاهره عقيما في باطنه فلا جديد فيه ولا إجراءات مصيرية. لقد حفظنا سيناريو الإحتفالات المتكررة دون أي هدف.

في الأثناء تذكرت كيف يحتفلون في عيد الجمهورية باعفاء تشريعي للمساجين وأحيانا يشمل الأمر حتى المجرمين الحقيقيين. فمتى نعي ان التعطيل عن العمل إجرام في حق المواطنة ومتى نعفي حقوقيا المعطلين وتضمن لهم حقهم في عمل كريم. نحن لا نحفز على الاتكال والجلوس منتظرين مقترحات الدولة ومناظراتها ولكن أيضا على الدولة ان توفر حتى اقل ما يمكن توفيره من التفكير في إجراءات استراتيجية قادة على تغييير الوضع مستقبلا. الأمر لا يستحق سوي التفكير الجيد في استراتيجية أزمة.

 

تعليق جديد

بثينة عبد العزيز غريبي




مقالات أخرى للكاتب

بثينة عبد العزيز غريبي