نصيحة مني للمترشحين للانتخابات التشريعية: تفحصوا جيدا صلاحياتكم قبل صياغة برامجكم ووعودكم


 كلنا نعرف أنّ مهمة النائب يجب أن تقتصر على السن والمصادقة على القوانين وعلى ابلاغ صوت جهته والمشاركة في الشأن الدولي والوطني والجهوي.

ولكن القانون الانتخابي أقصى النخبة الفاعلة في المجتمع من الترشح بعد أن سن شرط التفرغ وهو شرط مجحف قد يؤدي إلى تفقيرها وتجويعها، خصوصا وإن مقدار المنحة التي ستسند للنائب تبقى لحد اليوم مجهولة.
ولهذا السبب تكاد تخلو الترشحات المقدمة في هته الانتخابات من المحامين، والاطباء، المهندسين، والخبراء، والجامعيين ورجال الاعمال، وغيرهم ممن يقدر اليوم على تقديم الاضافة داخل المجلس المقبل.
 
فبعض الدوائر الانتخابية لم يترشح عنها سوى فاسد  أو فاشل لا غير، حتى أن البعض من المتحمسين للمشاركة بالتصويت في الانتخابات القادمة اصبح حائرا في أمره بين أن يصوت لهؤلاء وبين أن ينضم للمقاطعين ويقدم هدية ثمينة لخصومه السياسيين.
 
إذا المجلس القادم لن يكون بحجم حدث هام ومفصلي مثل حدث 25 جويلية 2021، بل لن تختلف تركيبته كثيرا عن المجالس السابقة فالاكيد أنه سيحتوي نوابا على شاكلة بن تومية، ومخلوف، وحليمة الهمامي، وسفيان طوبال، وأسامة الخليفي، وغيرهم ممن تسببوا في نقمة الشعب وإشمئزازه من هذا المجلس.  للأسف ليست التوطئة فقط من افسدت دستور 25 جويلية، بل بالأخص ذاك القانون الانتخابي الذي تم سنه بعد هذا الدستور.

تكاد تنحصر الترشحات المقدمة للمجلس القادم في بعض المتقاعدين، والانتهازيين والوصوليين، والعديد من الجياع والفاسدين، مع إحترامي للقلة القليلة من الشرفاء والأكفاء من المترشحين.
نصيحة مني للمترشحين للانتخابات التشريعية القادمة، تفحصوا جيدا صلاحياتكم كنواب، والمحددة في الدستور قبل صياغة برامجكم ووعودكم الانتخابية.

تعليق جديد

فتحي جموسي




مقالات أخرى للكاتب

فتحي جموسي