رسالة أم تونسية إلى سفير فرنسا: لا يفكر ابني بالهروب إلى فرنسا بل يريد فقط أن يكمل تعليمه... تونس ليست جحيما


الي سيادة سعادة سفير فرنسا.. لقد نصحوني أن أكتب لك بصفة شخصية، فصدقني سعادتك لم يغمض لي جفن منذ ما حصل لابني. 


سعادتك، إبني نجج في الباكالوريا إقتصاد وتصرف، في وقت جائحة الكورونا، تذكرون تلك السنة والتي وجد فيها التلاميذ شعبة  في امتحان التصرف جزء لم يدرسوه، وإبني تحصل على 14/20 في تلك المادة ونجح من الدورة الرئيسية.

بعد ذلك اختار الدراسة في منوبة في المعهد الاعلى للمحاسبة وادارة المؤسسات (ISCAE ) من الزهراء الى  منوبة رحلة طويلة، وفي تونس القطار يوما تجده ويوما لا بسبب الاضرابات، ابني يغادر المنزل السادسة صباحا ويعود الثامنة ليلا،  تقاسع قليلا في الدراسة ووجد نفسه في دورة المراقبة بسبب عدد في إحدى المواد 9.95  (وبالمناسبة أود شكر أستاذ المادة وأقول له إن لم تستحي فأفعل ما شئت).

نجح، وقرر عدم الدراسة في منوبة لان المحاسبة ليس لها مستقبل في تونس، واختار  مجال الواب والاعلامية، وسجل في مدرسة تكوين فرنسية في تونس، ودرس عن بعد بسبب جائحة كورونا وعدم القدرة على السفر، ونجح من ضمن الاوائل.

هذه السنة، قام بالترسيم في السنة الثانية، وسجل عبر موقع "كمبيس فرانس"Campus france وقام بتسوية اوراقه ودفعنا مبلغ التسجيل، حساب بنكي، وغير ذلك... الخلاصة، بعد اشهر من التعب يتم رفض التأشيرة، لماذا؟ لان هناك شك في سبب ذهابه إلى هناك.

سعادتك، هذا امر مضحك !!!! لِمَ ابني ذاهب للدراسة في فرنسا؟؟ سيترك فراشه ومكتبه وراحته، وغرفته الواسعة، ليسكن في سبعة متر مربع وينام  على أريكة... لماذا يترك منزله على الشاطئ ونظافة مدينة الزهراء، وأهلها الطيبين، ليسكن في "ستوديو" صغير، بعد السابعة ليلا يغلق على نفسه الباب... لماذا؟

ابني سيضحي  بحياة الرفاهية وطعام والدته وعشائه الذي يأتيه إلى حد فراشه ليأكل ساندويشا قيمته 6€ و يشتري السجائر بقيمة 10€ لماذا ؟؟؟

ليدفع أجر الكراء والمعهد بعشرات الملايين لماذا ؟؟

سعادتك .. لقد تمت مغالطتك... فتونس ليست بجهنم، وفرنسا ليست الجنة. وإبني والكثيرون مثله من طلاب العلم (وحسبنا الله في من كان سببا في فساد التعليم في تونس) ليسوا هاربين أو مغادرين. وللعلم نحن سوف ندفع معاليم دراسته وليس التسجيل بجامعة فرنسية هي عملية مجانا.

 سعادتك تونس بكل مساوئها نحبها، وباقون فيها، وندفع أجر دراسة أبنائنا ليعودوا ويخدموا بلدهم.

وإن أردت الهجرة نهائيا، لقدمت ملفا وغادرت بكل معزة ودلال لبلد يحلو فيه العيش، أفضل من فرنسا بألف مرة.

سعادتك "صوابع يديك موش قد قد".

تعليق جديد

أمينة منصور




أمينة منصور