صراع المعسكرات: جولة في أوكرانيا و جولات سابقة ولاحقة (حلقة 2)


لم يكن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في يومه الخامس، التدخل الأول وحتما لن يكون الأخير وهذا مفهوم و متوقع لعدة اعتبارات. لطالما اعتبرت روسيا، أوكرانيا خط الدفاع الأخير لها في مواجهة المعسكر الغربي حيث تبلغ الحدود المشتركة الروسية الاوكرانية 400 كم. ويعلم القادة الروس علم اليقين أن تمركز الغرب (حلف الناتو) في أوكرانيا يعني "تعرية" 400 كم من التراب الروسي و أن ظهرهم أصبح "للريح" و في مرمى نيران النيتو.
 
وقد أصبحت أوكرانيا منذ 10 سنوات ساحة الوغى الرئيسية لحرب سوق الغاز والقمح في أوروبا والعالم حيث الامدادات الروسية من الغاز منفذها الوحيد التراب الأوكراني، كذلك آلاف هكتارات القمح والذرة التي تمتلكها أوكرانيا "مطمورة العالم الجديدة" تهدد الروس بفقدان السيطرة على بورصة العالم في هذه المواد. كما أنّها قاعة عمليات مهمة جدا للمخابرات الروسية كونها تفتح مباشرة على الأوروبيين و العمل فيها أسهل بكثير لاستهداف الخصوم الغرب بما أنها "قنطرة" أمنية و معلوماتية يستخدمها الروس للعبور لدول الناتو.
 
وقد حاول القادة الغرب على امتداد سنوات استدراج النظام الروسي الى تهدئة طويلة الأمد أملا في "تفتيته" من الداخل لكن جرأة و تماسك وفطنة بوتين ومعاونيه حالت دون ذلك حيث  تعمد الدب الروسي اهانة واحراج عديد القادة الغرب (ساركوزي ... اردوغان.. ماكرون). وفي ظلّ الازدهار المالي والتكنولوجي والشعبي الذي يقوده بوتين (كأس العالم 2018 دليل مهم على ذلك)، تأكد للجميع أن الدب يصعب ترويضه وهو يهوى ارتكاب الخطيئة ولن يفوت أول فرصة تتاح له.
 
كما أنّه محاولة المعسكر الغربي تحريك خيوط داخل روسيا لم تعط نتيجة على غرار تحريك المعارضة واتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الأمريكية وتسليط عقوبات مختلفة وتحريض بعض دول الجوار على التمرد. ويبدو أن ذريعة الحرب الاقتصادية على روسيا قد فرضت نفسها الآن، وقد تعطي نتائج أفضل من الحرب العسكرية و بتكاليف أقل .. فمن سيكون ضحية وكبش فداء الخصام الروسي الغربي ؟ مما من شك في أنّه الرئيس الأوكراني الحالي في غياب الحنكة السياسية والديبلوماسية الدوليّة.

 


للتذكير: للاتصال بالدبلوماسية التونسية

يكاد يكون من المستحيل في الواقع، أن تتدخل الدبلوماسية التونسية على الأرض الأوكرانية في غياب التمثيل الدبلوماسي ووفقًا للقواعد الدولية للتدخل الدبلوماسي خلال أوقات الحرب، إلا أن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين تضع على ذمّة المواطنين نقاط اتصال بمجرد وصولهم إلى الحدود. وهي كالتالي:

  • نقاط العبور بين أوكرانيا وبولندا:
    السيد مكرم عرفاوي: 48509541235+
    السيد شهاب الشاوش: 48500594458+
    السيد جيلاني شلواشي: 4917664710301+

 

  • نقاط العبور بين أوكرانيا ورومانيا
    السيد مروان بن ناصر: 21652872743+

ملاحظة: يمكن متابعة ما يحصل  لحظة بلحظة عبر تيكتوك

تعليق جديد

وصفي بصيلة




وصفي بصيلة