إلى متى سنبقى صامتين عن حقنا في التشغيل؟


في تونس، صاحب شهادة عليا يختار "الحرقة"، صاحب شهادة عليا يبيع "الهندي" (التين الشوكي) كعمل، صاحب شهادة عليا يبيع "الفريكاسي" حتى يعيش، كل هذا بسبب فقدان الامل في هذا البلد وفي الدولة يعني أن أصحاب الشهائد العليا يصلون لدرجة من اليأس حتى يلتجئوا للحرقة، الانتحار، و "الريسك" و الزطلة. وهذا يعود إلى الغياب التام لتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية.

فالتشغيل حق لكل شاب متخرج وصاحب شهادة عليا، هو الوحيد العرف كم تعب عليها، وكيف هي الظروف التي مرّ بها حتى يُنهي سنوات دراسته الجامعية. فكلنا نعرف المشاكل التي يتعرض لها الطالب خاصة من يأتي للدراسة في العاصمة. وبعد كل ذلك التعب، للأسف، تلك الشهادة الجامعية عوضا أن تكون مفتاحا يدخل به باب سوق الشغل، تصبح قيدا، فالمشغلون أصبحوا يطلبون الخبرة قبل الشهادة.

ليس هذا فقط، بل أصبحنا نرى صاحب شهادة مزورة يشتغل موظفا، و ن لم يتحصل على الباكالوريا أيضا يتم توظيفه، وكذلك شخصا دون شهادة في منصب معلّم وأستاذ، وكل يوم تحدث انتدابات جديدة. ولكن القانون 38 الذي كان سيُرجع حقّ هذا الجيل المظلوم، يتم التخلي عنه بتعلة عدم توفر الاموال والازمة المالية.

ألم يحن الأوان لنتحد؟! فإلى متى سنبقى صامتين عن حقنا في التشغيل؟! ولماذا إبن الطبيب طبيب، وإبن الاستاذ أستاذ، وإبن المواطن "الزوالي" بطال!!!! حسبنا الله ونعم الوكيل.