دعوة لحشد مواطني للقضاء على التعذيب


بلاغ - تحتفل تونس يوم 26 جوان باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب في ظل ظروف سياسية مقلقة. ولئن تبدو الديمقراطية التونسية على شفا هاوية مع تعليق السلطتين التشريعية والقضائية، فإن الجهاز الأمني مازال يؤدي مهامه على كافة المستويات، فبعد قرابة عام على تفعيل الحالة الاستثنائية تبقى النتائج جليّة: ما يزال العنف المؤسساتي واقعا قائماً بسبب الإفلات من العقاب الذي ما يزال سائداً.

إن القوة المطلقة للحالات الاستثنائية والتمديد الآلي لحالة الطوارئ إضافة إلى الاعتداء المتواصل على استقلالية القضاء وتكميم افواه الخصوم السياسيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان يشكّل أبرز تجليات العنف المؤسّساتي للدولة

لئن لم يتوقف "العنف العادي " الذي يرتكبه رجال الأمن ضد المواطنين "العاديين" أبدًا فإن منظماتنا تدين بكل قلق عودة ظهور أحد أشكال العنف المؤسساتي الذي يبدو أنه تم تدبيره أو رعايته من قبل أعلى مستويات القيادة في الحكومة. وعادة ما يقع هذا العنف خلال التجمعات العامة (المظاهرات والتحركات الاجتماعية والمباريات الرياضية) ويروح ضحيته أعضاء من مجتمع الميم والمهاجرين والمعارضين السياسيين والأشخاص الذين يقع اعتبارهم بمثابة تهديد للنظام العام، وعادة ما يتخذ شكل الاعتداء الجسدي إلى جانب مضايقات الشرطة والقضاء مما ينجر عنه عواقب نفسية وخيمة.

من خلال قيام الدولة بذلك فإنها تبعث بإشارة واضحة إلى مواطنيها مفادها أنه يمكن اليوم للعنف الصادر عن مؤسسات الدولة أن يطول أي شخص في أي مكان وتحت أي ظرف من الظروف.

علاوة على ذلك، يقع اليوم تهميش القضاة الذين يبذلون قصارى جهدهم للعب دورهم باعتبارهم حصنا منيعا ضد انتهاكات السلطة التنفيذية أو حتى تهديدهم بالتهميش على غرار النقابات والصحفيين والقوى المضادة الأخرى التي بدأت هي الأخرى تستشعر التهديد المحدق باستقلاليّتهم ومجال تدخّلهموينطبق ذات الشيء على مسار العدالة الانتقالية الذي تعوقه الأوضاع السياسية الراهنة التي تصب في مصلحة المتهمين أكثر من الضحايا بشكل متقن التخطيط.

في خضم هذه الظروف المنذرة بالخطر أصبح الحشد الشعبي للدفاع عن حقوق المواطنين أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وعليه فإن منظماتنا تدعو أكبر عدد ممكن من الأشخاص للمشاركة ودعم هذه السلسلة من الفعاليّات في جميع أنحاء البلاد.

قائمة النشاطات:

22  و 23 و 24 جوان: أيام ثقافية للوقاية من التعذيب تنظمها الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب.
25 جوان: حفل تكريم الناشطة والمحامية والرئيسة الفخرية للمنظمة التونسية لمناهضة التعذيب بتونس السيدة راضية نصراوي 
بتنظيم المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، مكتب تونس.

26 جوان: الساعة 9:30 صباحًا مسيرة سنوية من قصر العدالة في باب بنات إلى ساحة سجن 9 أفريل السابق.
26 جوان: نشر جدول زمني حول التعذيب وعنف الشرطة خلال العام الماضي من إعداد أعضاء شبكة SOS ضد التعذيب.
26 جوان في صفاقس: جمعية إفريقية: عرض ومناقشة فيلم أنتجته جمعية الثقافة والتربية على المواطنة بالشراكة مع المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب.

26 جوان في سوسة: جمعية أولادنا: عرض لأدوات الاتصال والتوعية مع نقاشات حول منع التعذيب على المستوى المحلي.