هل نريد البقاء في منظومة 2011 أم نريد الخروج منها ؟


السؤال الحقيقي الان هو هل نريد البقاء في منظومة 2011 أم نريد الخروج منها ؟ لا نقول ان البقية تفاصيل فالبقية مهمة دون شك لكن ليست الشيء الأهم.

صحيح ان بالمشاركة و بالحوار تكون النصوص افضل و المشروعية اكبر، ولكن هل يذهب الأمر بالاطراف المغيّبة إلى اعلان الحرب و اتباع سياسة الأرض المحروقة و الدعوة الى الرجوع للمنظومة القديمة مهما كان الثمن ؟
فمن يدعي انه بورقيبي فكرا و منهجا، فليرتقي إلى وطنية بورقيبة وليعمل بمقولاته مثل " الاهم قبل المهم "، و"خذ وطالب ".
ومن يقول انه حشادي، فليعمل مثل حشاد لما غلّب مصلحة الوطن على مصلحة العمّال ووقف في وجه النقابات الاشتراكية الفرنسية قائلا ان العامل لن يتحرر ما لم يتحرر الوطن وان عدوّ العمال الان ليس راس المال الوطني بل المستعمر الاجنبي.
 
فإدارة الأزمات مثل الازمة التي نحن فيها الان تحتاج من القيادي إلى شيء من العلو ليرى الاشياء افضل، وهو يحتاج الى الارتقاء و إلى بعد النظر، وأمام السؤال، الخيار واضح: مغادرة الملعب القديم و قواعد اللعبة القديمة.
إذ ليس ثمة اخطر مما عشناه، فالبقاء فيه ينهينا، وعلى اية حال كل شيء ممكن تصحيحه بعد، فالمشهد الحزبي سوف يتغير بصورة عميقة، و كذلك حياد النقابات و العمل الجمعياتي والاعلامي.
وهذه الطغمة التي جثمت على البلاد سوف تتقشع، والمافيا التي تسربت إلى أعماق الدولة لن تلقى مكانها مستقبلا، فان تكون كل الاطراف شاركت ام لم تشارك هذا ليس الأهم.
 
بل الأهم هو هل في الدستور الجديد أو في المنظومة الجديدة ابعدنا تنظيم الدولة عن منطق الغنيمة؟ وهل سوف ننتخب الافضل وتعود ثقتتا في المنتخبين؟... وهل سوف نقدر على تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب ؟ وهل سوف نضمن الاستقرار للتشريعات ونوضح الرؤية للمستثمرين ونخلق مناخا جذابا للاعمال؟ والغرض النهائي هل سيفضي كل هذا الى تحسين عيش المواطن و هل سيساعد على تحقيق استقلال القرار الوطني و مناعة البلاد ؟