كرة القدم قد استنزفت كل الأموال و الموارد... على الدولة تغيير استراتيجيتها


الانتصار و اللقب الدولي الذي حققته أنس جابر و ما حققه غيرها سابقا أمثال أسامة الملولي، أو بطولة العالم التي فاز بها منذ سنوات فريقنا في الكرة الحديدية، يدعونا إلى إعادة التفكير في خياراتنا الرياضية، فكرة القدم قد استنزفت كل الأموال و الموارد المخصصة للرياضة خصوصا بعد دخول الجمعيات الكبرى مرحلة ما يسمى بالإحتراف ورغم ذلك فأقصى ما حققته لنا هاته الرياضة على الصعيد الدولي هو الترشح لكأس العالم ثم الانسحاب من الدور الأول.

الأموال الطائلة التي تصرف في كرة القدم تسببت في دمار باقي الرياضات، والجمعيات الكبرى في تونس إضطرت إلى التخلي عن بقية الرياضات ككرة اليد والسلة والسباحة والجمباز  الملاكمة وغيرها. وحتى وإن حققنا نتائج جيدة ومرجوة في كرة القدم على سبيل المثال، لطالما يُقصى فريقنا من الادوار الاولى. حتى ان مرّ، فلن يحمل اللقب. وهذا ما شهدناه مؤخرا في كأس إفريقيا، وبطولة كأس العرب.

أموال وتمويل واشهار وغير ذلك يذهب سدى، بيد أنّ هناك ابطالا حققو نتائج تاريخية بالنسبة لتونس، في رياضات لا يعطيها الممولون اهمية كبيرة. فقد رأينا راية تونس ترفع في الالعاب الاولمبية بفضل أبطالنا؛ في عدة رياضات كالمبارزة بالسيف والسباحة ورفع الاثقال. 
فاليوم كل الجمعيات الكبرى تعاني أزمة مالية خانقة وهي شبه مفلسة وحتى رجال الأعمال لم تعد لهم الرغبة في اهدار أموالهم في رياضة يعلمون جيدا أن أفقها مسدودة وتوازنها المالي شبه مستحيل أو بالأحرى مقتنعين بالمثل الشعبي القائل: "صب الدواء في العين العورة ".
 
كما تعاني التهيئة العمرانية داخل المدن مععدم تخصيص ملاعب. وما يسمى سابقا "بالبطحة" قد ساهمت في استحالة خلق مشتلة من الشباب قادرة على التألق في كرة القدم.

وأخيرا، على الدولة والجمعيات الرياضية إعادة التفكير جيدا في مراهنتها على رياضة لن نجني منها غير الإفلاس وقتل بقية الرياضات دون ان نحصل منها على أي ألقاب مهمة.