تونس التي نريد و تونس التي يخططون لها


 
تصاعدت وتيرة استهداف وحدة البلاد واستقرارها والمس من كرامة شعبها منذ سنوات وأصبحت التلميحات تصريحات و تحولت الهمزات الى تعليمات من قبل بعض المحاور الاقليمية والدولية التي تتربص ببلادنا منذ سنوات بعيدة.
 
ويتنزل تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و رئيس برلمانه مصطفى شنطوب بخصوص الشؤون السياسية الداخلية لبلادنا في هذه الخانة التي نضيف اليها مطالبة جهات فرنسية الفاعلين السياسيين التونسيين بالحوار وتحركات ديبلوماسيين أوروبيين وخليجين بشكل علني واخر سري واجراء مقابلات ولقاءات مع الأحزاب السياسية وعدد من الشخصيات والمنظمات ونشطاء المجتمع المدني، هذه الحركات  الهرولات ما خفي منها وما أعلن تمثل صورة واضحة لما آلت اليه الأمور الأمنية والاجتماعية والمؤسساتية في البلاد من وهن واختراق و استباحة. فهل هؤلاء حرصون على أمننا و رفاهنا؟!! هل أزعجهم فلفلنا الغالي أو سميدنا المقطوع!! هل غاضهم حال اداراتنا المهترئة !! أبدا لا و ألف لا لأن محركهم الأساسي أطماعهم و مصالحهم و ووقودهم لمحركهم عدد من "أبناء الدار" الذين يفتحون لهم الأبواب الخلفية ليساعدوهم على الولوج الى مخادعنا.
 
الأزمات والمطامع خليلان للفوضى والدمار
 
يتفق كل العقلاء أنه أينما تكون الأزمات الداخلية تحضر المطامع الأجنبية لأن كل تراب تنبت فيه بذور المصائب السياسية والاجتماعية يكون أرض خصبة لمطامع القوى الخارجية نظرا لسهولة اختراقه و السيطرة عليه. هذا ما نعيشه اليوم فقد فتح أولياء الأمر فينا منذ سنوات أبواب الفوضى والصراع والعنف والتفقير على مصراعيها بسبب تعنتهم و أنانيتهم و غلوهم و بالتالي سهلوا تكالب الغرباء علينا من المحور الخليجي أو الأوروبي و لكل حساباته و أدواته لكن النتيجة محصلة واحدة : خدمة مصالحهم و نهب ما تبقى من عقولنا و أفئدتنا. ولا يجب أن ننسى هنا كل الامتحانات الصعبة التي مرت بها بلادنا ولا زالت تمتحننا من ارهاب و افساد وغلاء وعنف و فوضى وتفتيت مؤسسات الدولة والتي ساهمت فيها كل التيارات السياسية والحزبية والنقابية "وكل قدير وقدرو" كما يقال بالتونسي، فيما نستثني هنا الجارة الجزائر التي تعلم جيدا أن الجوار لا يمكن أن يكون خداعا أو مؤامرات لأن المسارب والثنايا بين الجيران على قدر ما تكون امنة و هادئة على قدر ما يكون الأجوار امنين لبعضهم.
 
 سيفشلون كما خابوا سابقا
 
يزخر تاريخ تونس بمثل هذه الوضعيات المشابهة لما نعيشه اليوم و يكفي تصفح صفحات أزمات الثمانينات و الستينات لفهم هذه المسارات التي تخرج منها بلادنا مهما كا الأخطار وبقرار داخلي عقلاني مسؤول قوي وهذا ما نفتقده اليوم ولن نفتقده الى الأبد. و ليس كما قال أحد العابرين من مؤسستنا العسكرية أن "تراب البلاد سخون" و انما بالعمل والعزيمة والصدق . ولئن لم تظهر الى الان بوادر الحل للازمة الاجتماعية والسياسية و لا معطيات دقيقة عن قرب بداية الانفراج لكن المؤمل أنه يوجد في البلاد بعض العقلاء و بعض الأشداء لن يتركوها تنهار في النهاية.