تهجموا عليّ كتاجر حين قررت توزيع الزيت على أبناء الحي بطريقة عادلة


في البداية، أود ان اتوجه بالسؤال الى رجال القانون الذين قالوا بأن تونس دولة قانون و ديمقراطية وعدالة و حقوق انسان وأسسوا منظمة الدفاع عن المستهلك. الم يفكروا في قانون او منظمة للدفاع عن التاجر و حقوقه ؟ لماذا اضطر كتاجر ان اقتني الزيت من خلال البيع المشروط ؟ فلشراء صندوق زيت، التزم باقتناء مواد اخرى بقيمة 100 دينار الى 200 دينار . وهناك من أهل الخير من اقرضني 1200 دينار لاشتراء كمية من الزيت والمشروبات الغازية وقارورات مياه من نوع صافية وبضائع أخرى بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، و كان الأمر كذلك اذ تحصّلت عليها يوم الأربعاء و كنت سعيدا جدا بها حيث كنت أروم توزيعها على ابناء حيي وعلى من يستحقه بطريقة عادلة ومنظمة بأسلوب حضاري. لكن ما وقع لي كانت مفاجأة غير منتظرة.

طلبت من بعض الأصدقاء مساعدتي على انزال الحمولة من الشاحنة الى منزلي ثم الى المتجر وبعد الغداء انطلق في توزيع الزيت على ابناء الحي بطريقة عادلة وكل منهم سيعود الى بيته فرحا مسرورا . ولم يمضي الكثير حتى وجدت نفسي أمام حشد كبير بينهم انفار من خارج المدينة العتيقة لا اعرفهم. و فجأة بدؤو يطرقون باب المتجر والمنزل بقوة بل واقتحموا مسكني واستولوا على كميات الزيت مع ما تيسر من سبي و شتمي، و قاموا ببيعه أمام اعيني حيث كانوا يضعون المال في جيويهم و كأنه ملك لهم، مشهد عظيم كمثل الذي عاشته الصومال في مجاعتها. و

مع كل ما روته انفا اجد نفسي امام امرأة تصرخ بوجهي و تشتمني وتهددني اذا لم اعطها الزيت، وكل هذا مسجل صوت و صورة. لم اجد من يدافع عني ا لأنني صاحب اعاقة ؟ ام ان الحقوق الحريات و الديمقراطية و حقوق المرأة سمحت لها بالتطاول عليا؟

يا رجال القانون، يا والي باجة و يا سيد رئيس الجمهورية اجيبوني، هل نحن في دولة دينها الاسلام فرحة بقدوم شهر رمضان امو نحن في دولة همجية وسرق وسلب ونهب وأكل مال الحرام او اشتراء الخمور ؟ متأكد بأن الله سيعوضني خيرا ، و انني سأجد من يعينني على جلب كميات اخرى من الزيت وعندها سأقوم ببيعه لمن يستحقه كما أردت منذ البداية و لكن هذه المرة بحضور أعوان الشرطة و سأنظر في عيون تلك المرأة و عيون كل من سخر مني و من ضعفي و عجزي بسبب اعاقتي، سأضحك عليهم هذه المرة.

ورغم كل ما سبق ذكره الا انه و الحمد لله أن الخسائر قليلة لم تتجاوز قيمتها ال50 او 70 دينارا، لكن المشكلة بالنسبة لي هي كيف يسمح رجل لزوجته بأن تقول في حقي كلاما بذيء وأكرر بأن كل شيء مسجل صوتا وصورة و الله شاهد على ذلك. قررت أن أسامح هذه المرة لأنني اود استقبال شهر رمضان بنفس طيبة ولكن كل من سرقني لن ابيعه الزيت حتى لو اصطحب رئيس الجمهورية معه، الا اذا اعترف واعتذر ودفع ثمن ما اخذه عنوة، اما من الذين يفكرون في اعادة النهب و السرقة والشتم والتهديد والشتم مثل تلك المرأة الفاجرة التي لم تجد رجلا يوقفها عند حدها او ايضا من اللذين يفكرون في الاعتداء او اقتحام حرمة مسكني مرة ثانية فان الشريط المصور سأضعه بين يدي السيد وكيل الجمهورية و ليأخذ حينها القانون مجراه.

شكرا لكل من تعاطف معي و لمن دافع عني و عن ما بقي من بضاعتي من السرقة و =النهب واما الذين قاموا بهذه الاعتداءات وما رافقتها من ضحك وسخرية، فاني على يقين بانني سأضحك عليهم حين نلتقي يوم القيامة امام الله عز وجل. سأصبر فإن الصبر جميل. في المقابل لن اكون سعيدا اذا ما دخلت الجنة باذن الله و ابناء الحي يدخلون النار بسبب سرقة قارورة زيت.