زيارة تبون للقاهرة: السيسي ومصلحة تونس وشعوب المنطقة


 

زار البارحة الرئيس الجزائري تبون القاهرة بعد حوالي شهر من زيارته لتونس والتي خلفت تساؤلات كثيرة خاصة مع التعتيم الاعلامي حولها وغياب السلطة التشريعية الرقابية والمساءلة في تونس وكثرة الحديث عن مشاريع يصعب عمليا انجازها في ظل الاوضاع السياسية الراهنة. ومما لا شك فيه، أن "الملف التونسي" سيكون أحد الملفات التي سيقع تناولها وان لم يعلن عن ذلك في برنامج الزيارة. وكم هو مؤلم أن تصبح تونس و "مسارها الديمقراطي" مادة للتناول والتداول في القاهرة خاصة أن أحد الاطراف متورط بشكل مباشر في الانقلاب في تونس ولكن وباعتبار أن هناك قضية في التخابر منشورة لدى القضاء العسكري في البلاد فيفضل ترك المسار القضائي يقوم بدوره .
 
أما على المستوى السياسي، يجب أن يدرك الجميع بأن التونسيين لن يسمحوا لأي طرف بالتدخل في شأنهم كما أعلنوا عن ذلك مرارا وليت تبون يذكر محدثه بهذه القاعدة التي يجمع عليها كل الطيف السياسي والجمعياتي الوطني في البلاد. كما يجب استحضار حقيقة أن الشعب التونسي لا ينسى أبدا أصدقاؤه كما أنه لا ينسى من تسبب أو يتسبب له في أي مصاعب اضافية خاصة في الظروف الراهنة التي تشهد فرز واضح وجلي بين الشعبوية وأدواتها وبين من يدعون ويعملون على عودة الدولة ومؤسساتها ومسارها الديمقراطي. 
 
من ناحية أخرى، من المهم جدا أن يكون على رأس جدول أعمال القمة، الفصل النهائي في موضوع منح ااسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الافريقي والعمل على عدم حصول ذلك أو تناول النقاش في المبادرة الجزائرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية والسعي لادماج مصر في المبادرة لتتوفر لها أكبر فرص النجاح عندما تلتقي الفصائل في الجزائر. ولكن ليت الطرفان المصري والجزائري يعلنان عن خطوة جريئة باتجاه غزة والعمل على تخفيف الحصار عن شعبها خاصة في أجواء جائحة صحية تعصف بالجميع. والامر الاخر والذي يمكن أن يكون مبادرة طمأنة للفلسطينيين في غزة هو فتح معبر رفح والعمل على اعادة تهيئة الميناء والمطار بحسب بنود اتفاقية الهدنة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية.