يا سيدي الرئيس قل لنا ونورنا، أين نذهب لنجد الأمل ؟


بقيت أتجادل مع نفسي؛ أكتب أو لا، لان ما سأقوله يحسه ويعيشه كل يوم مثلي ملايين المواطنين، وجوهره إجتماعي وإقتصادي وليس له حتى خلفية أو لون سياسي، وإحساسي هذا اللذي أنصفه بدأ بالضبط منذ عام 2014، .لان قبل هذا التاريخ كانت الأسعارفي نسق عادي، ومرتبي كنت تقريبا لا أبحث عنها، أصرف منها كالعادة، ويتبقى منها.

أنا من الناس الذين يحبون الخرج والشراء، ولو أن التسوق شيء متعب، وأصبحت أتعب عندما أرى شخصا يحسب لدنانير التي في يده ويعيد أمام "الخضار" أو "الجزار"، هذا "إن إستطاعوا اليه سبيلا" ، أنظروا الى متاجر "الجزارة" كيف هي فارغة، أو حتى عندما يقول له البقال عن الحساب.
وكم من مرأة، أو رجل يُرجع شيئا اشتراه أو أكثر حتى يستطيع ان يدفع حق ما إشتراه بتلك الدنانير القليلة في يده.

وحتى الاشياء التي لم تسجل إرتفاعا في ثمنها، ليست موجودة، إما مقطوعة، أو توجد مرة في الخمسة عشرة يوما وبكميات محدودة وتُباع في لحظتها وللحرفاء المعتادين، أما البقية نقول لهم لا توجد ونخفي البضاعة، ونبيعها خلسة، مع البيع المشروط، مثلا انت مُجبر على شراء "الياغرط" أو العصير عند شرائك للحليب، والزيت والأمثلة بالعشرات.
قدرتنا الشرائية انهارت، دون ان نتحدث عن الزبدة، والمايوناز، والعسل، والاجبان، والغلال والبسكويت والياغرط و الصابون.... أصبحوا من مظاهر الثراء تقريبا، والسيد الرئيس يقول لنا علينا أن نعيش بالأمل، ونحن من نصنعه بالعمل.

سيدي الرئيس سيد الرئيس، فبالنسبة لمن يشتغلون فمرتباتهم جامدة في مستوى معين، والأسعار في ارتفاع مستمر، ونحن لم يعودوا قادرين لا على معاليم الكراء، ولا المحروقات، ولا القروض، ولا مصروف الاطفال.
اما من يحبون عملهم الذي بالنسبة لهم هو عبادة، والحياة لا طعم لها لو لم يكونوا يشتغلون لن يجتهدوا ويتعبوا، فيا سيدي الرئيس لا يتركونهم يعملوا، يعطلونهم و يعرقلونهم، ويعاقبونهم على العمل، والاجتهاد، والنجاح.

الله غالب سيد الرئيس، نحن ولدنا في بلد لا يحب من يعمل، و تعاقب من يجتهد، وتنتقم منه، الله غالب يا رئيس أنت تعرف هذا جيدا، والمحيطون بك يعرفون هذا أيضا جيدا، و مع هذا أنت ترى ذلك ولا تتكلم ، وهم ايضا في صمت، من أين سنأتي بالأمل يا رئيس البلاد ؟ كيف سنصنع الأمل أخبرنا؟
من أين سيأتي الأمل في حين انهم لا يتركوننا نقوم بعملنا، ولا يسحوا لنا بأن ننتج، ولا ننجح، لا يسمحوا لنا أن نقدم بأنفسنا وبالبلاد ؟ من أين سيأتي الأمل في حين ان كل شيء في ارتفاع ليفوق إمكانياتنا، وطاقتنا، وقدرتنا الشرائية.
كل شيء إزداد، إلا قيمة الذات البشرية وإعتبارها المعنوي، ومكانتها، وموهبتها.

كل شيء يقدر ويحتسب له حساب، إلا الإنسان وما يسواه فعليا، أخلاقيا، معرفيا، ومعنويا.
يا رئيس البلاد قل لنا ونورنا، أين نذهب لنجد الأمل ؟
مع العلم أن الإذاعة الدولية قد منعت الاعلامية آمال الشاهد من الدخول للاستدويو وتقديم برنامجها "Actuplus".