من أجل حقوق المثليين الجنسيين رفض هؤلاء المشاهير المشاركة في إفتتاح كأس العالم


تنطلق بطولة كأس العالم لكرة القدم، الأحد، في قطر وسط تغطية إعلامية تركز على سجل البلاد في حقوق الإنسان، وخاصة موقفها من المثليين والوفيات الكثيرة في صفوف العمال المهاجرين الذين أنشأوا البنية التحتية للمونديال.... ما دفع العديد من الفنانين لرفض دعوة المشاركة في حفل الافتتاح أمثال Shakira وDua Lipa وRod Stewart وغيرهم وكل ذلك دفاعا عن حقوق أفراد مجتمع الميم في قطر والقوانين القمعية والظالمة ضدهم.

فالمثلية الجنسية غير قانونية في قطر، وقد تم اعتقال أفراد مجتمع الميم تعسفا أو تمت إساءة معاملتهم من قبل السلطات، وقد دفع سجل قطر في مجال حقوق الإنسان العديد من الحاضرين والمشاهير المتوقعين إلى مقاطعة مسابقة كرة القدم التي تستمر لمدة شهر.

وقد منحت الفيفا قطر حق تنظيم البطولة عام 2010، دون بذل العناية الواجبة لحقوق الإنسان ولم تضع أي شروط لحماية العمال الوافدين اللازمين لتشييد البنية التحتية الضخمة. كما تقاعست الفيفا عن دراسة بواعث القلق الحقوقية المتعلقة بالصحفيين، أو التمييز المنهجي الذي تواجهه النساء ومجتمع الميم وغيرهم في قطر. تبنت "الفيفا" عام 2017 سياسة لحقوق الإنسان، وتعهدت باتخاذ "تدابير لتعزيز حماية حقوق الإنسان"، قائلة: "ستتخذ الفيفا التدابير المناسبة لحمايتها، بوسائل تشمل استخدام نفوذها على السلطات المختصة.

وهناك أقاويل أن هناك شبهة فساد حول شراء قطر الأصوات لترشيحها لاستضافة كأس العالم 2022. ويأتي كأس العالم هذا العام وسط مشادات واعتراضات حول أحقية قطر في تنظيم هذا الحدث العالمى. فمنذ اختيار قطر وهناك قلق دائم من جانب منظمات حقوق الإنسان وبعض الشخصيات الكروية وغيرهما حول الجمهور من مجتمعات الميم. حيث أن المثلية الجنسية مجرمة في الدولة القطرية وتصل العقوبة إلى الإعدام. فكيف ستتعامل قطر تجاه الجمهور من مجتمعات الميم الذين سيحضرون مع المنتخبات من كافة الدول التى لا تجرم المثلية الجنسية. وهل هناك تخوفات وعقبات ستتعرض لها مجتمعات الميم أثناء تواجدهم فى قطر؟

خلال الفترات السابقة تحدثت أصوات عن أهمية الدفاع عن حقوق مجتمعات الميم خلال مشاركة المنتخبات والجماهير فى كأس العالم. وخرج الاتحاد الأسترالى لكرة القدم ولاعبو المنتخب الأسترالى ببيان وفيديو مصور ينتقد سجل حقوق الانسان وتجريم العلاقات المثلية فى قطر. ليصبح أول فريق مشارك فى كأس العالم يتخذ هذة الخطوة. وانتقد البيان تصريحات وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلى التى دعا فيها إلى ضرورة أن يتحلى المشجعون المثليون الذين سيحضرون البطولة بقدر من “المرونة والحلول الوسط”.

ومن جانبه وجه الاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) رسالة إلى جميع المنتخبات المشاركة فى نهائيات كأس العالم بقطر “بالتركيز على كرة القدم”. قامت العديد من الدول الأوروبية بالرد على رسالة الفيفا بقولها إن “حقوق الإنسان عالمية وتنطبق على كل مكان”. كما خطط اللاعبين لاحتجاجات سلمية. فى حين أن لاعب المنتخب الإنجليزي هارى كين وتسعة قادة منتخبات آخرين من المنتخبات الأوروبية سيرتدون شارات “حب واحد” لتعزيز التنوع والشمول.

وكانت قد رفضت الفنانة الإنجليزية، Dua Lipa ، التكهنات بأنه كان من المقرر أن تقدم عرضا في الحدث الرياضي، مشيرة إلى سجل قطر في مجال حقوق الإنسان. وأضافت:"لن أؤدي ولم أشارك أبدا في أي مفاوضات للأداء، سأشجع إنجلترا من بعيد وأتطلع إلى زيارة قطر عندما تفي بجميع تعهداتها في مجال حقوق الإنسان عندما فازت بحق استضافة كأس العالم". وتشتهر بامتلاكها قاعدة جماهيرية كبيرة بين مجتمعات +LGBTQ، وهي صريحة بشأن وقوفها المستمر معهم.


وقال موسيقي بريطاني آخر، Rod Stewart، لصحيفة Sunday Times إنه عرض عليه شيك بقيمة مليون دولار قبل 15 شهرا لتقديم عرض في قطر لكنه رفض. كما تم الإعلان مؤخرا عن رفض شاكيرا المشاركة، وقيل ان من أسباب رفضها حقوق الانسان والاقليات في قطر وكذلك عدم السماح لها بحرية اللباس الذي سترتديه أثناء عرضها.

وقالت Melanie C، المعروفة أيضا باسم "Sporty Spice" في فرقة "Spoty Spice" – إنها "غير مرتاحة للغاية" لإظهار دعمها لقطر بالنظر إلى معاملة البلاد للمثليين.

ومن جانبها تتحدث قطر على أنها تتعرض “لحملة غير مسبوقة” من الانتقادات. ففي تصريح للاعب القطرى السابق خالد سلمان وهو أحد سفراء مونديال 2022 بأن المثلية الجنسية “اضطراب فى العقل” وعلى من سيحضر البطولة من مجتمعات الميم “قبول قواعدنا”. ليخرج رئيس الفيفا السابق بلاتر ويقول أن قرار منح قطر استضافة بطولة كأس العالم كان “خطًأ”.

وسار هذا الجدل إلى تصريحات ومواجهات عدة وفي النهاية قام الاتحاد الدولى بإدخال تعديلات جديدة على شروط قبول الدول المستضيفة لكأس العالم والتى سيتم تطبيقها بدءًا من نسخة البطولة عام 2026. ومن ضمن هذة الشروط “يجب أن تكون الدولة التى ترغب فى التقدم لاستضافة البطولة مطبقة لمعايير حقوق الانسان التى نصت عليها الاتفاقات والمعاهدات الدولية والداخلية”.

فهل ستدفع هذه الشروط الجديدة الدول التى تنتهك حقوق الإنسان والتى تريد تنظيم مثل هذة البطولات العالمية إلى تغيير السياسات والقوانين الداخلية التى تنتهك حقوق الانسان إلى سياسات وقوانين ترسخ مفاهيم حقوق الإنسان الشاملة داخل هذه الدول والتأكيد على احترام جميع الاختلافات بين المواطنين وعدم التمييز بينهم؟  أم سيحمل المستقبل اعتراضات من بعض الدول على هذه الشروط والتحدث حول أن هذة الشروط منحازة لدول دون دول أخرى وأن مفهوم حقوق الإنسان يختلف بالفعل من مكان إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى كما تروج بعض الحكومات الديكتاتورية حول العالم؟ وهل ستتحويل لعبة كرة القدم إلى صراع بين الدول ونرى بطولة موازية لكأس العالم الحالي كما نرى تكتلات فى عالم الساسية والاقتصاد مختلفة ع بعضها؟ أو ستكون كرة القدم هى بالفعل التى تجمع كافة أطياف العالم بدون تمييز وتحيز وتفرفة؟

دعونا نشاهد هذه البطولة فى قطر ونرى ونقيم بعد انتهاءها. ربما تحدث أمور تجلعنا نعيد النظر مرة أخرى في كل ما يتعلق بكرة القدم علما بأن معاملة العمال المهاجرين الذين بنوا الملاعب قد أثارت مؤخرا تدقيقا دوليا، لا سيما بعد ورود تقارير عن وفيات في مواقع البناء، حسب "بلومبرغ". لكن قوانين العمل الجديدة في قطر لم تمنع شركات البناء من استغلال العمال أثناء بناء الملاعب لكأس العالم لكرة القدم المرتقب، بحسب مجموعة حقوق الإنسان EQUIDEM. وقالت المجموعة إن المقاولين يتطلعون إلى الالتفاف على القواعد من خلال تخريب عمليات تفتيش العمل واتخاذ إجراأت تأديبية ضد أولئك الذين أبلغوا عن انتهاكات قانونية. واستشهدت المجموعة بمقابلات مع 60 شخصا يعملون في جميع الملاعب الثمانية التي ستستخدم خلال البطولة التي تبدأ في 20 نوفمبر، حسب "بلومبرغ".

وقال العمال إنهم "حصلوا على رواتب أقل من الموعود، وتم منعهم من تغيير الوظائف"، وكلها إجراأت غير قانونية بموجب الإصلاحات التي اعتمدتها قطر في السنوات الأخيرة.

فإن كنتم تريدون مواكبة التطور، والحضارة وأنتم لا تزالون ذوي فكر رجعي فلماذا تنظمون كأس العالم خصوصا مع اصدار قرارات بمنع نوعية من الملابس، الكحول، علم فخر المثليين، تقييد حرية الصحافة وغير ذلك، ونحن نعرف مسبقا مدى الانتهاكات التي تحصل في قطر لحقوق الانسان والمرأة.