أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن : يدﺧﻠوﻧﮭﺎ ﻋﻧوة ﺑﻘوة اﻟﺳﻼح ﺛم ﺗﺗﺣرر ﺑﻘوة اﻟﺟﮭﺎد


 
 
 
تتمتع أفغانستان ﺑﻣوﻗﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ مهمّ، ﻓﮭﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﺣرﯾر اﻟﻘدﯾم وﺗرﺑط ﺑﯾن ﺷرق آﺳﯾﺎ وﻏربها. ممّا جعل منها ﻣطﻣﻊ اﻟﻘوى اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ﻣﻧذ ﻓﺟر اﻟﺗﺎرﯾﺦ، ﻓﻐزاھﺎ اﻟﻔرس واﻟﻣﻘدوﻧﯾﯾن واﻟﻌرب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﻣﻐول وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ واﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ وأﻣرﯾﻛﺎ. كثيرة هي اﻹﻣﺑراطورﯾﺎت التّي دخلت أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﻋﻧوة وﺗﺗﺣررت فيما بعد ﺑﻘوة اﻟﺟﮭﺎد.
 
ﻛﺎﻧت أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺗرزح ﺗﺣت اﻻﺣﺗﻼل اﻟﻔﺎرﺳﻲ واﺳﺗطﺎع اﻹﺳﻛﻧدر اﻟﻣﻘدوﻧﻲ ﻏزوھﺎ ﺳﻧﺔ330 قبل الميلاد، ﺑﻌد أن ﺗولى اﻷﻣر ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟراﻓدﯾن وﺑﻼد ﻓﺎرس. وﻟﻛﻧه ﻗوﺑل ﺑﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺷرﺳﺔ ﻟم ﯾﻠﻘﺎھﺎ ﻣن ﻗﺑل. وروي ﻋن ﺟﻧود اﻹﺳﻛﻧدر ﻋﻧد ﻋودﺗﮭم إﻟﻰ ﻣﻘدوﻧﯾﺎ أﻧّﮭم ﻛﺎﻧوا ﯾﺷﺑﮭون اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﯾن اﻷﻓﻐﺎن ﺑﺎﻷﺷﺑﺎح اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ ﻣن اﻟﻛﮭوف ﻗواﻋدا ﻟﻺﻏﺎرة ﻋﻠﻰ ﺟﯾش اﻻﺳﻛﻧدر واﺳﺗطﺎع اﻷﻓﻐﺎن ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﺟﯾش اﻟﻣﻘدوﻧﻲ ﻟﻠﺗوﻏل ﻧﺣو اﻟﮭﻧد ﻟﺳﻧوات.
 
أﻣّﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣدﯾث، ﻓﻘد ﺗمّ ﻓﺗﺢ ﺧراﺳﺎن أو ﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﯾوم ﺑدوﻟﺔ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺳﻧﺔ 624 ميلاديﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن. وﻛﺎﻧت خراسان ﺗﻘﻊ ﻓﻲ أﻗﺻﻰ ﺷرق اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ، وقد ﻟﺟﺄ إﻟﯾﮭﺎ ﻛﺳرى ﺑﻌد ھروﺑه ﻣن اﻟﻣداﺋن، وﺑﺳﻘوط ﺧراﺳﺎن ﺳﻘطت اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ.
 
كما ﺗذﻛر ﻛﺗب اﻟﺗﺎرﯾﺦ أن اﻟﻔﺎروق ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب ﻗﺎل ﻗﺑﯾل ﻓﺗﺢ ﺧراﺳﺎن "ﻟوددت أﻧﻲ ﻟم أﻛن ﺑﻌﺛت إﻟﻰ ﺧراﺳﺎن ﺟﻧدا وﻟوددت أﻧه ﻛﺎن ﺑﯾﻧﻧﺎ وﺑﯾﻧﮭﺎ ﺑﺣر ﻣن اﻟﻧﺎر". وكانت ﺗطورات ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻔﺗﺢ قد أﻛدت ﻣﺧﺎوف ﻋﻣر، إذ ﻻﻗﻰ ﺟﯾش اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻋﻧﯾﻔﺔ وﺗﻛﺑد ﺧﺳﺎﺋر ﻓﺎدﺣﺔ. ﺛم ﺑﻌد ﺳﻧوات استعان ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﻋﻔﺎن بجنود خراسان لﻓﺗﺢ ﺑﻼد ﻣﺎ وراء اﻟﻧﮭر واﻟﺗوﻏل ﻓﻲ اﻟﺻﯾن واﻟﮭﻧد وﻗﺎﻣوا ﺑﻧﺷر دين الإسلام.
 
ثمّ بعد ﺣواﻟﻲ ﻗرن، عادت ﺧراﺳﺎن إلى ﻗﻠب اﻷﺣداث ﻣﺟددا. ﻓﻘد ﻣﺛﻠت ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق ﻟﻘﯾﺎم دوﻟﺔ ﺑﻧﻲ اﻟﻌﺑﺎس. ووظﻔت اﻟﺻراﻋﺎت ﺑﯾن اﻟﻘﯾﺳﯾﺔ واﻟﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺧراﺳﺎن ﻟﺗﺄﺟﯾﺞ اﻹﺿطراﺑﺎت ﺿدّ اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ. وﻛﺎن أول إﺷﺗﺑﺎك ﺑﯾن اﻟﺟﯾش اﻷﻣوي وﺑﻧﻲ اﻟﻌﺑﺎس ﻓﻲ ﺧراﺳﺎن. واﻧﺗﺻر أﺑو ﻣﺳﻠم اﻟﺧراﺳﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺻر ﺑن ﺳﯾﺎر ﻓﻲ ﺧراﺳﺎن وﺗﻌﺎظم ﺟﯾش أﺑو ﻣﺳﻠم ﺣﺗﻰ ﻗﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾش اﻷﻣوي وﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ ﺳﻧﺔ 750 م.

 أفغانستان في التاريخ الحديث

 
أﻣﺎ ﺣدﯾﺛﺎ، ﻓﻘد اﺣﺗﻠت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺳﻧﺔ 1839 وذﻟك ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ درة ﺗﺎﺟﮭﺎ "اﻟﮭﻧد" ﻣن ﻣطﺎﻣﻊ روﺳﯾﺎ اﻟﻘﯾﺻرﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ، ﻓﺎﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺗﻣﺛل ﺑﺣﻛم ﻣوﻗﻌﮭﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟﺑواﺑﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟروﺳﯾﺎ ﻹﺣﺗﻼل اﻟﮭﻧد. ودﺧﻠت اﻟﻘوات اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﻟﻰ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن وﺟﺎءت ﺑﺎﻟﻣﻠك ﺷﺎه ﺷﺟﺎع اﻟﻣﻧﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﮭﻧد وأﻋﺎدت ﺗﻧﺻﯾﺑه ﻣﻠﻛﺎ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن؛ وﯾﺑدو ذﻟك ﻣﺷﺎﺑﮭﺎ إﻟﻰ ﺣدّ ﺑﻌﯾد ﻟﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺑه أﻣرﯾﻛﺎ ﺳﻧﺔ 2001 ﻋﻧدﻣﺎ أﺳﻘطت ﺣﻛم اﻟﻣﻼ ﻣﺣﻣد ﻋﻣر وﺟﺎءت ﺑﻣﮭﺎﺟر أﻓﻐﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺣﺎﻣد ﻛرزاي ﻟﺗﻧﺻﯾﺑه رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠﺑﻼد؛ ﻟﺗﺳيطر على أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن.
 
لقد ﺧﺎﺿت اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻷﻓﻐﺎﻧﯾﺔ ﺣرﺑﺎ ﺑﻼ ھوادة وﻗﺗﻠت وأﺳرت ﻛﺑﺎر اﻟﺿﺑﺎط اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن وأﺟﺑرت ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺣﺎب اﻟﻣذل ﺳﻧﺔ 1842 وھروب اﻟﻣﻠك ﺷﺎه ﺷﺟﺎع . ھذا اﻹﻧﺳﺣﺎب ﻟم ﯾﻛن آﻣﻧﺎ ﻓﻘد ﺗم ﺧﻼﻟه اﻹﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻣداﻓﻊ واﻵﻟﯾﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ إﺿطر اﻟﺟﻧود اﻷﻧﻘﻠﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻔرار ﻣﺷﯾﺎ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﮭﻧدﯾﺔ. وھﻧﺎ ﻧﺳﺗذﻛر ﻣﻘوﻟﺔ ﺷﮭﯾرة ﻟزﻋﯾم ﻗﺑﻠﻲ أﻓﻐﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ ﻛﺑﺎر اﻟﺿﺑﺎط اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﯾن ﺳﻧﺔ :1839 "أﻧﺗم اﻻﻧﭭﻠﯾز ﺗﺳﺗطﯾﻌون إﺑﻘﺎء ﺗﺎﺑﻌﻛم ﺷﺎه ﺷﺟﺎع ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘوة ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت وﻟﻛن ﻣﺎ إن ﺗﺗرﻛوا اﻟﺑﻼد ﺣﺗﻰ ﯾﻧﮭﺎر ﺣﻠﯾﻔﻛم وﯾﻘذف ﺑه ﺧﺎرج ﺣدود اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻓﮭو ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺻﻣد ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺻدور اﻷﻓﻐﺎن اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ وﺷك اﻹﻧﻔﺟﺎر ﺿده".
 
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت من اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن، ﻛﺎن اﻟﺗدﺧل اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﺄن اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ، إذ ﻔﺗﺣت ﻣوﺳﻛو ﻣﻌﺳﻛرات ﻟﺗدرﯾب اﻟﺿﺑﺎط اﻷﻓﻐﺎن وﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻘﯾﻧﮭم ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ. ﻓﺗﻐﻠﻐل اﻟﻔﻛر اﻟﺷﯾوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﯾش وﻣﻔﺎﺻل اﻟدوﻟﺔ وﺑدأ اﻟﺣزب اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ ﺑﺗدﺑﯾر اﻹﻧﻘﻼﺑﺎت وﻗﺗﻠوا اﻟرﺋﯾس ﻣﺣﻣد داوود وﻋﺎﺋﻠﺗه وﺑرزت اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎدة ﻗﻠب اﻟدﯾن ﺣﻛﻣﺗﯾﺎر. وﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷر ﻣن دﯾﺳﻣﺑر 1979 ﻗرر اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ ﻏزو أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن واﺳﺗدﻋﻰ وزﯾر اﻟدﻓﺎع آﻧذاك رﺋﯾس ھﯾﺋﺔ اﻷرﻛﺎن ﻧﯾﻛوﻻ أوﻏﺎرﻛوف وأﻣره ﺑﻐزو أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺑﺟﯾش يتكوّن من 80 ألف جندي. فما كان ﻣن أوﻏﺎرﻛوف إﻻّ أن اﺳﺗﺷﺎط ﻏﺿﺑﺎ واﺻﻔﺎ ﺗﻠك اﻟﺧطوة ﺑﺎﻟﻣﺗﮭورة. وﻟﻛن وزﯾر اﻟدﻓﺎع ﻧﮭره وذﻛره ﺑﺄنّ واﺟﺑه ﯾﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ﻻ ﻏﯾر. وﺻدﻗت ﺗﺧﻣﯾﻧﺎت وﻣﺧﺎوف رﺋﯾس اﻷرﻛﺎن مثلما ﺻدﻗت ﻣﺧﺎوف ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب ﻗﺑل 13 ﻗرن. ﻓﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﻻ ﯾﻐﯾب إﻻ ﻟﻛﻲ ﯾﻌود.
 
 
لقد ﺗﻛﺑّد آنذاك اﻹﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ ﺧﺳﺎﺋر ﻗدرت ﺑﺧﻣﺳﯾن أﻟف ﺟﻧدي وإﻧﻔﺎق ﺣرﺑﻲ ﻓﺎق أرﺑﻌﯾن ﻣﻠﯾون دوﻻر، ﻣﻣّﺎ ﺧﻠف ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻹﺳﺗﯾﺎء واﻟﻐﻠﯾﺎن ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع اﻟروﺳﻲ. واﻧﺳﺣب اﻟﺟﯾش اﻷﺣﻣر ﻣن أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺳﻧﺔ 1989 ﺑﻌد أن ﻗﺿﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات ﺗﺟرع ﻓﯾﮭﺎ ﻣرارة اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺷرﺳﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﯾن اﻷﻓﻐﺎن و اﻟﻣﺟﺎھدﯾن اﻟﻌرب اﻟﻣدﻋوﻣﯾن ﻣن اﻟﺳﻌودﯾﺔ و أﻣرﯾﻛﺎ.
 
كان اﻟﺗﺧﺑط ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻊ اﻷﻓﻐﺎﻧﻲ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺳﻘوط اﻹﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ ﺳﻧﺔ 1991. ﺛم ﺟﺎء دور اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة الأمريكية خلال اﻟﻘرن 21 ﻟﻐزو أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن، إذ ﺄﻣر ﺑوش اﻻﺑن ﺑﻌد أﺣداث اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻣن سبتمبر 2000 ﺑﻣﮭﺎﺟﻣﺔ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن وأﺳﻘط ﺣﻛم طﺎﻟﺑﺎن ﻓﻲ وﻗت وﺟﯾز. وكان اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣدﻋوﻣﺎ ﺑﺗﺣﺎﻟف دوﻟﻲ .ولكن بعد أن كان ﯾﻣﻧﻲ ﻧﻔﺳه ﺑﻔﺳﺣﺔ ﺗدرﯾﺑﯾﺔ وﺟد ﻧﻔﺳه ﻣﺳﺗﻧزﻓﺎ ﻓﻲ ﺟﺑﺎل وﻛﮭوف طورا ﺑورا وﻗﻧدھﺎر. وﺗﻛﺑدت أﻣرﯾﻛﺎ ﺧﺳﺎﺋرا ﻓﻲ اﻷرواح واﻟﻌﺗﺎد وﻟم ﺗﺣﻘق أي إﻧﺟﺎز طﯾﻠﺔ ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﻣن اﻹﺣﺗﻼل ﺳوى إﻏﺗﯾﺎل رئيس تنظيم القاعدة آنذاك أﺳﺎﻣﺔ ﺑن ﻻدن. ھذا وﻗد أﺻدرت ﻣؤﺧرا ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑراون ﺗﻘرﯾرھﺎ ﺣول ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺣرب. وﻗد تبيّن من خلال هذا التقرير أن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻐزو اﻻﻣرﯾﻛﻲ ﻷﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن بلغت 2.26 تريليون دولار أي ما يقارب 16 أﻟف دوﻻر ﻟﻛل داﻓﻊ ﺿراﺋب أﻣرﯾﻛﻲ، ھذا ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻟﻘداﻣﻰ اﻟﻣﺣﺎرﺑﯾن.
 
وﺟﺎءت أﻣرﯾﻛﺎ ﺑﺣﻛوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ظﮭر اﻟدﺑﺎﺑﺎت وﻧﺻﺑت ﺣﻣﯾد ﻛرزاي اﻟذي ﻟم ﯾﻔﻠﺢ ﻓﻲ ﺗرﻛﯾز أﺳس اﻟدوﻟﺔ. وﻟم ﺗﺗﻣﻛن أﻣرﯾﻛﺎ ﻣن إﺧراج ﺣرﻛﺔ طﺎﻟﺑﺎن ﻣن اﻟﻣﺷﮭد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑل إﺿطرت ﺑﻌد ﺳﻧوات ﻟﻠﺗﻔﺎوض ﻣﻌﮭﺎ.لهذا ﻗرر الرئيس الأمريكي الموالي دونلاد ﺗراﻣب الإﻧﺳﺣﺎب ﻣن أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن. ھذا اﻟﻘرار راﻓﻘه ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺑداﯾﺔ ﺳﯾطرة طﺎﻟﺑﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق اﻷﻓﻐﺎﻧﯾﺔ. وﻣﻊ اﻗﺗراب ﻣوﻋد إﻧﺳﺣﺎب اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ، ﺗﺳﺎرﻋت اﻷﻣور ﺑوﺗﯾرة ﻛﺑﯾرة ﻓﺎﺟﺋت ﺣﺗﻰ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﺗﺗوﻗﻊ ﺳﻘوط أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن ﺑﯾد طﺎﻟﺑﺎن وھروب اﻟرﺋﯾس أﺷرف ﻏﻧﻲ واﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﮭذه اﻟﺳرﻋﺔ. واﺿطرت أﻣرﯾﻛﺎ ﻟﻺﻧﺳﺣﺎب ﺑطرﯾﻘﺔ ھﺳﺗﯾرﯾﺔ وﻓوﺿوﯾﺔ. و ﺑدأت ﺑﺎﻟﺗﻔﺎوض ﻣﻊ طﺎﻟﺑﺎن ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﮭﺎ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣطﺎر ﻛﺎﺑل ﻹﺟﻼء ﻣوظﻔﯾﮭﺎ واﻟﻣﺗﻌﺎوﻧﯾن ﻣﻌﮭﺎ.
 
إﻧﺳﺣب اﻟﺟﯾش اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺗﺎرﻛﺎ وراءه أﺳﻠﺣﺔ ﻣﺗطورة وﻗﻌت ﻓﻲ أﯾدي طﺎﻟﺑﺎن حسب ﺈﻋﺗراف الرئيس الأمريكي الحالي ﺑﺎﯾدن. وهذا ﯾذﻛرﻧﺎ ﺑﺈﻧﺳﺣﺎب اﻟﺟﯾش اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻣﻧذ ﺣواﻟﻲ ﻗرﻧﯾن واﺳﺗﯾﻼء اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﯾن اﻷﻓﻐﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣداﻓﻊ واﻵﻟﯾﺎت.

تعليق جديد