مع ارتفاع سعر برميل النفط: هل سوف تلجئ أمريكا إلى إيران والسعودية وفينزويلا؟ (حلقة1)


بلغت سعر برميل النفط 140 دولار، وهذا يخدم روسيا التي تصدر ستة ملايين برميل يوميا. هذا الارتفاع مكن روسيا منذ اليوم الأول للحرب على أوكرانيا من أرباح تقدر بـ 700 مليون دولار يوميا. ووصلت هذه الأرباح في اليومين الأخيرين إلى مليار دولار يوميا. في المقابل، تسعى أمريكا إلى فرض حظر على تصدير النفط من روسيا، حتّى تحرمها من العائدات المالية. هذا الإجراء سيضع أمريكا أمام حتمية البحث عن دولة قادرة على تعويض روسيا و ضخ ستة ملايين برميل يوميا في اأاسواق. ويبدو أنّ الخيارات المطروحة أمام بايدن كلها موجعة وستضطر أمريكا لتقديم تنازلات لإيران والسعودية وفينزويلا.

تعتبر المملكة العربية السعودية هي الخيار الأول لكن منذ توليه الرئاسة، يرفض بايدن حتى التباحث مع محمد بن سلمان رغم محاولات الاخير عقد لقاء مع بايدن الذي يتهمه علانية بالضلوع في إغتيال خاشقجي. العلاقات الأمريكية السعودية متوترة نوعا ما. وفي سابقة خطيرة، رفضت السعودية في سبتمبر الماضي طلب أمريكي برفع الإنتاج النفطي للمملكة. في المقابل، شهدنا تقاربا روسيا سعوديا منذ رحيل ترامب.

الخيار الثاني هو إيران باعتبارها قادرة على تعويض النفط والغاز الروسي بكل سهولة. وتشير التسريبات من مفاوضات جينيف للاتفاق النووي إلى أنّ أمريكا بدأت في المدة الاخيرة بإستمالة إيران والتودد لها وتقديم التنازلات للجانب الإيراني. كما توحي كل المؤشرات بإقتراب الإعلان على الاتفاق. هذا ما أغضب إسرائيل لتعلن أن هذا الاتفاق لا يعنيها بشيء. لكن هذا الغضب الاسرائيلي على أمريكا سيعود بالوبال على إدارة بايدن . وتنص إحدى بنود الاتفاق على نقل كمية اليورانيوم الإيراني المخصب الزائدة عن المعدل المسموح به إلى روسيا. وهذا في حد ذاته ورقة ضغط تستطيع روسيا أن تعتمدها للتهديد بأنهافي كل مرة ستقومبإرجاع هذا الفائض إلى إيران. 
 
الخيار الثالث هو فينزويلا التي لا تعترف أمريكا أصلا فيها بحكومة الرئيس مادورو. ورغم ذلك، إضطرت أمريكا مؤخرا إلى إرسال فريق حكومي للتفاوض مع حكومة مادورو والبحث في تخفيف العقوبات ومنها إرجاع فينزويلا لنظام SWIFT. كماعرض الجانب الأمريكي مساعدة كراكاس في تحسين البنية التحتية النفطية. ولقد لاقت تنازلات إدارة بايدن معارضة شديدة من الجمهوريين، إذ صرح أحد قادتهم ساخرا: بايدن يعاقب دكتاتور روسيا و يتقارب من دكتاتور فينزويلا.
 
 
 

تعليق جديد

حسام ڨربوج




حسام ڨربوج