ماذا يحدث بتونس؟


 

في بلادي أصبحت أخجل أن أسمع وأن أرى وأن أقرا ، واخجل أن أبدي رأيا أو أسوق تعليقا ... فمع من ستتحدث ؟

في بلادي لم نعد نتحدث عن انهيار منظوماتنا من تعليم وثقافة وصحة ونقل واقتصاد ومعيشة، بل فقط علي انهيارنا الاخلاقي الذي لا حدود له ، انهيار اخلاقي جامح يجرف الجميع بدون هوادة وبدون تمييز صنعه الجميع ويدفع فاتورته الجميع.
 
عفوا، لا يؤاخذني من لا يستسيغ حديثي، فعزائي أنني "قديم" وابن جيل قديم ، فقد تربينا علي المبادئ والقيم وحب الوطن، اذ نحترم الرئيس والوزير والمسؤول، ونحترم المعلم والموظف والبوليس والبسطاجي وسائق الحافلة، ونحترم الدولة والمؤسسة ونقرأ لهيبتها ألف حساب.
 
تربينا علي أن للدولة رجالها يتجشمون مشاقها ويخلصون لعبادها ويضحون بالنفيس ليكونوا صورة ناصعة لها.
يرفعون شأنها ويعلون كلمتها ويؤمنون أسرارها، رجال يحفظون العهود ويجبرون الخاطر ويرأبون الصدع ويرممون الكسر، يشيعون الأطمئنان وينشرون الأمان ويعيدون الأمل ويوقدون التفاؤل... وكالربان صبورين في الأزمات متعالين في الغصرات رابطي الجأش واثقي الخطوة.
 
تربينا علي الصدق في القول والأخلاص في العمل وعلي الوفاء والايثار ونبذ الحقد وحب الذات، وأنه لا أمل لنا الا في وطننا ولا ولاء الا لتونس وأن الخيانة هي أن تتخلي عنها أو تسيء لها، وأن تونس للجميع لا مكان فيها للعروشية والانقسام والتشتت، وأن التطاحن مؤذن بالاستبداد والخراب وسوء المصير.
 
فالأيام الصعبة لا تزال تلوح في الأفق بمواجهات هذا ضد هذا، ليس من أجل حلحلة مشاكلنا بل من أجل أن يركب هذا علي هذا...
 
طريق وعرة لا يعرف أو يتكهن أحد بنهايتها ، لكن الثابت أنها الطريق الخطأ.
 

تعليق جديد

عمر منصور




عمر منصور