المنظمة العالمية للسمنة تدعو إلى الاستثمار في مكافحة السمنة كجزء من الإجراءات المناخية في COP28


في إعلان هام خلال "يوم الصحة" الذي انطلق في COP28، أعلن تحالف من الأطباء والمدافعين عن الرعاية الصحية التزامهم العلني بالوقاية من السمنة وعلاجها وإدارتها بناءً على الأدلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA). واعترافًا بالحاجة الملحّة إلى التحرك الجماعي، التزمت منظمات المنطقة بإطلاق جمعية السمنة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ربيع عام 2024 للتصدي لتحديات السمنة في الإقليم.

تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حاليًا بعض من أعلى معدلات السمنة على مستوى العالم، وتشير التوقعات إلى زيادة كبيرة بحلول عام 2035 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة. ووفقًا لاتحاد السمنة العالمي في منطقة شرق المتوسط، من المتوقع أن يعيش واحد من كل أربعة أطفال (64 مليون طفل) وواحد من كل ثلاثة بالغين (212 مليون بالغ) مع السمنة بحلول عام 2035، حيث يطالب الائتلاف بالتعاون الفوري لضمان تلقي الأفراد المتأثرين بالدعم اللازم.

بالتوازي مع ذلك، يسلّط أحدث تقرير رئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة على التكاليف الاقتصادية الضخمة والمخفيّة لأنظمة الزراعة والطعام في غرب آسيا، حيث تتجاوز 560 مليار دولار سنويًا، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى النظم الغذائية غير الصحية. تتحول أنماط النظام الغذائي العالمي نحو زيادة استهلاك الأطعمة والمشروبات شديدة التصنيع، مما يسهم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية لنظام الغذاء (20-35%)، وتحتل نقص التغذية والسمنة والمخاطر الغذائية الأخرى للأمراض غير السارية (NCDs) المكانة الرئيسية (19%) في الصحة السيئة والوفيات المبكرة على مستوى العالم.

لهذا السبب، سيتم إطلاق جمعية السمنة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الجديدة في ربيع عام 2024 لتمثيل احتياجات المنطقة على المستوى العالمي، وتعزيز التعلم والتعاون عبر البلدان، والدعوة إلى زيادة الاستثمار في مكافحة السمنة. وتقدّر الأعباء الاقتصادية لزيادة الوزن والسمنة في المنطقة بنحو 70 مليار دولار في عام 2020، وتتوقع أن تتضاعف هذه الأرقام لتصل إلى 163 مليار دولار بحلول عام 2035، مما يبرز الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات مشتركة.

قالت الدكتورة سارة سليمان، رئيسة فريق العمل لمنظمة السمنة العالمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "حان الوقت لنا كعاملين في مجال السمنة أن نُنظم جهودنا ونقيم جمعية إقليمية للسمنة تكون منظماتنا الوطنية فخورة بالانضمام إليها. لدى منطقتنا تاريخًا طويلاً وناجحًا من التعاون المشترك والتعلم، ونحن نعلم أن لدينا معًا الأدوات والمعرفة لعلاج مرضانا وتحسين بيئتنا، وفي النهاية تقليل انتشار السمنة."

يتعهد الائتلاف بأن يكون في طليعة تنفيذ سياسات السمنة والممارسات التي أقرّتها منظمة الصحة العالمية (WHO)، كما هو موضح في توصيات السمنة لعام 2022 وخطة التسارع الخاصة بها. يحث الائتلاف القادة العالميين في COP28 على التعرف على العمل في مجال مكافحة السمنة كجزء حيوي من التخفيف من تأثير التغير المناخي وتخصيص نسبة أكبر من التمويل للصحّة العامة.

قالت جوهانا رالستون، الرئيسة التنفيذية للاتحاد العالمي للسمنة: "يفخرالاتحاد العالمي للسمنة بدعم الجهود في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنشاء جمعية إقليمية للسمنة تلبي احتياجات هذه المنطقة الضرورية. نحن نعلم أن لكل منطقة تحديات فريدة ومع ذلك تأتي حلول فريدة. ستكون المنظمة الإقليمية التي يدعمها أعضاؤها الوطنيون في أفضل وضع لتقود الطريق في ضمان تنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية بشكل مناسب. سيكون من دواعي الفخر والسرور دعم زملائنا على هذا الطريق."

تهدف جمعية السمنة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدعم من الاتحاد العالمي للسمنة، إلى الدعوة إلى تضمين تدريب مكافحة السمنة في مناهج التعليم الطبي، وتعزيز الرعاية لمكافحة السمنة ضمن التغطية الصحية الشاملة، وتنفيذ سياسات الوقاية القائمة على الأدلة لتحقيق بيئات أكثر صحة في المنازل وأماكن العمل والمدارس. تطمح الجمعية إلى القضاء على التمييز ضد الأشخاص بسبب الوزن وتلعب دورًا حيويًا في دفع التقدم في مجال مكافحة السمنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

مع تقدم يوم الصحّة خلال COP28، يرتفع نداء العمل أكثر من أي وقت مضى، حيث يحث على استجابة عالمية موحدة لمواجهة التحديات المتشابكة للسمنة وتغير المناخ ونقص التغذية. نحن الآن في نقطة حرجة، حيث يمكن أن تفتح الجهود المشتركة والجادة الطريق نحو مستقبل أكثر صحة واستدامة للجميع.

تعليق جديد

فريق التحرير




مقالات أخرى للكاتب

فريق التحرير