تونس بين الاصلاح والتدمير


كان الأمل من أنطلاق الثورة بناء تونس على شكل الدول المتقدمة وطنا حرا ديمقراطيا، وبالفعل حقق الشعب بثورته جزء من امنياته في الحرية والديمقراطية وبدأ يصنع مستقبله بوعي .

لقد قامت الثورة بسبب الظلم والذل والمهانة الذي طالت المواطن، صار الشعب على الفقر والبطالة والضغوط المعيشية، انتفض المواطن على الفساد وغياب العدل. وكان عدم الرضى على الواقع المؤلم من فساد وظلم سببا في الثورة الشعبية، لكن الاصلاح يتطلب اجراأت حاسمة لمقاومة الفساد ،والخيانة وخداع تجار الدين.

الاصلاح؛ كان رئيس الدولة يتابع الوضع المتعفن في مجلس نواب الشعب وفساد الاحوال والمنظمات، وكان سياسيو العشرية السوداء لا هم لهم ألا مصالحهم الشخصية، كل ذلك اجبر الرئيس على التدخل بانقاذ الوطن وقرر يوم 25 جويلية حل المجلس وتصحيح مسار الثورة .
وقرر الرئيس قيس سعيد ذلك لايمانه بأن الاصلاح يستوجب مسك الامور بيديه والقضاء على الفساد واصحابه وتحطيم الاصنام على تجار الدين واصحاب المصالح الموالين لهم.


لا بد من تطهير البلاد تطهيرا شامل، لنجاح الثورة لا بد ان نبدأ و نبني الوطن على اسس سليمة.من دروس التاريخ وخاصة تاريخ الثورات نجد ان كل ثورة حدثت عقبها حالة من التوتر حتى انطلاق البناء، وان المهم ليس الثورة بل ما بعد الثورة. لابد من بناء التعليم، والاقتصاد، واعطاء حرية مسؤولة للاعلام، لا بد من اعادة صياغة العقل، ووجدان الشعب التونسي لترسيخ قيم الديمقراطية الحقيقية التي تضمن عملية البناء والتطور.

ويجب علينا الكل بجميع ما لدينا من قدرات، وامكانيات ان نعمل بوطنية وحب للبلاد، علينا ان ننخرط بروح إيجابية في عملية بناء الوطن. لابد من القضاء على الفساد بما في ذلك حالة تغييب العقل والجهل الذي ساد الشباب.
ان الاصلاح لن يحدث بين يوم وليلة فعشرات السنين من التدمير للوطن تستوجب سنوات من الإخلاص والوطنية والجهد وقراءة الواقع بعقل منير، والتنفيذ لتطوير البلاد وتحريرها من الفساد.

التدمير؛ لم يعجب الكثير من المستثمرين في دماء الشعب قبل الثورة، وبعد الثورة مسار 25 جويلية فاخذوا المعاول الخدمة بدعم من الاجنبي . فكل الاوضاع على أرض الواقع تؤكد ان المعاول الداخلية والخارجية اجتمعت لتدمير الوطن، وفي مقدمتها معاول تجار الدين، ومعاول الاستعمار بوجوهها المختلفة . معاولهم لم تكن للبناء والاصلاح ومعالجة المشاكل الاقتصادية للبلاد، العقول التي تحرك هذه المعاول لا تسعى الى انقاذنا، بل كل ما يهمها هي مصالحها الذاتية ومصالح اوطانها.

ان اندلاع الاحداث من غلاء واحتكار واشاعات له اسبابه الداخلية، ولكن هذه الاسباب ليست العامل المؤثر الذي يقف وراء استمرارها، فالعوامل الخارجية، اي التدخلات المباشر في تونس من دول لها مصالح في ذلك، وهذه التدخلات، كانت بدعم التحركات الداخلية بالكامل واغنية حقوق الانسان وحرية الاعلام، لم يكن التدخل الاجنبي عبر طرقه وصناديقه المختلفة للمساعدة في الاصلاح ودعم الاقتصاد وانما الغاية كانت تحقيق مصالح بعض الاطراف والاضرار بالوطن ومستقبله.

وما قامت به معاول الهدم الاجنبية و الداخلية يصعب ترميمه في يوم وليلة فالدمار فادح، كانت غايته ضرب وتدمير مفاصل رئيسية في مؤسسات الدولة وهياكلها، وكانت النتيجة الذي عملوا على تحقيقها هي افشال الدولة واحداث الفوضى التامة. هذا ما تعمل عليه معاول الهدم الخارجية والداخلية.

اذا اردنا ان نتقدم ونتغلب على الفقير فلا نحاربه بالدعاء، ولن ننجح في القضاء على الجهل بمناهج تعليمية متخلفة، ولا يمكننا ان نتغلب على الفساد وننتصر على الفاسدين بالخطب، ويخطأ من يحارب البطالة بالزواج.

 

تعليق جديد

صلاح الشتيوي




صلاح الشتيوي